ابو حاتم السل
عدد الرسائل : 23 تاريخ التسجيل : 16/12/2008
| موضوع: شرح أثر ابن سيرين ( إن هذا العلم دين ) للشيخ أحمد بازمول السبت ديسمبر 20, 2008 10:37 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله هذا تفريغ لمحاضرة منهجية مهمة حري بكل سلفي أن يسمعها والتي هي بعنوان ( شرح أثر ابن سيرين رحمه الله إن هذا العام دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ) ألقاها فضيلة الشيخ أحمد بن عمر بازمول حفظه الله
قال الشيخ الفاضل أحمد بن عمر بازمول حفظه الله
بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد:
فهذه محاضرة بعنوان شرح قول الإمام ابن سيرين:إن هذا العلم دين، وهذه المحاضرة سأبنيها بإذن الله عز وجل على العناصر التالية
الأول: مقدمة في بيان أهمية الموضوع.
والثاني:ترجمة الإمام محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى.
والثالث:تخريج هذا القول ومن نقل عنه مثل قوله.
والرابع:التعريف بالعلم المراد في قول ابن سيرين.
والخامس:ما الدليل على كلام ابن سيرين.
والسادس:ما تضمنه قول ابن سيرين رحمه الله تعالى من الفوائد والمعاني.
والسابع:شبهات حول هذا الموضوع.
وخلاصة هذه الموضوعات تعود إلى بيان من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم.
فأولا أقول مستعينا بالله عز وجل أهمية هذا الموضوع تظهر في الأمور التالية:
الأمر الأول:أن الله عز وجل أمرنا بذلك حيث قال عز وجل فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ فأمرنا الله عز وجل بسؤال أهل الذكر وأهل الذكر كما بين ذلك السلف الصالح هم العلماء فتخصيص الله عز وجل العلماء بالسؤال دليل على أن غيرهم لا يسأل وكذا ما أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله عز وجل هُوَ الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ فقال عليه الصلاة والسلام فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم ففي هذا التحذير من قوم يتصدرون للعلم والتدريس والفتيا ولابد من معرفة حالهم يقول النووي:في هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ومن يتبع المشكلات للفتنة فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر رضي الله عنه صبيغ حين كان يتبع المتشابه. انتهى
الأمر الثاني: تظهر أهمية هذا الموضوع لبقاء العلم غظا طريا فتأخذه كل جماعة عن من قبلها فلو لم يؤخذ العلم عن العلماء ضاع العلم كما أخرج البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى عن عبد الله ابن عبيد ابن عمير قال إن العلماء إذا أدركهم المتعلمون فني العلماء وبقي العلم غضا عند المعلمين فإذا لم يدركهم المتعلمون ذهب العلم ولا يقال إن بقاء الكتب بقاء للعلم كما سيأتينا إن شاء الله عز وجل في موضعه.
الأمر الثالث: أن العلم إذا لم يؤخذ من أهله نزع من الأرض، لأن العلماء ببقائهم بقاء العلم والله عز وجل ينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكن ينتزع العلم بانتزاع العلماء كما في حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأتوا بغير علم فضلوا وأضلوا وجه كون العلم يقبض يقبض العلماء أمه لا نبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكانت الأمم قبلنا تسوسهم أنبيائهم إذا مات نبي خلفه نبي أما محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم الأنبياء لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ولكن العلماء ورثة الأنبياء فالعلماء هم الورثة لما تركه النبي صلى الله عليه وسلم من العلم فإذا مات العلماء ولم يؤخذ عنهم العلم مات العلم بموتهم، قال البخاري رحمه الله تعالى في الصحيح في كتاب العلم باب كيف يقبض العلم، وكتب عمر ابن عبد العزيز إلى أبي بكر ابن حزم انظر ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فاكتبه فإني خفت دروس العلم ـ دروس العلم يعني خفاؤه وذهابه ـ وذهاب العلماء ولا تقبل إلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم ولتفشوا العلم يعني لتنشروه ولتجلسوا حتى يعلم من لا يعلم فإن العلم لا يهلك حتى يكون سرا
الأمر الرابع :مما يظهر أهمية هذا الموضوع أن بقبض العلم يظهر الجهل وتظهر الفتن والقتل كما أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله وما الهرج قال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل.
الأمر الخامس: أن الناس محتاجون للعلم أكثر من احتياجهم للطعام والشراب قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب قال لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثة والعلم يحتاج إليه في كل وقت.
الأمر السادس: أن من لا يؤخذ عنهم العلم قطاع طريق لوصول الثواب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى قال من دعى الأمة إلى غير أمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو عدوه حقا لأنه قطع وصول أجر من اهتدى بسنته إليه وهذا من أعظم معاداته نعوذ بالله من الخذلان. انتهى
الأمر السابع :أن الخطأ في هذه المسألة أعني التمييز بين من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم يترتب ويتسبب عنه ضرر كبير جدا ومفسدة بالغة قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :الغلط في أمور الشرع يترتب عليه ضرر عظيم بالنسبة للأمة وقال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى :أصحاب البدع والأفكار الهدامة يجب على الشباب الابتعاد عنهم لأنهم يسيئون إليهم ويغرسون فيهم العقائد الفاسدة والبدع والخرافات ولأن المعلم له أثر على المتعلم فالمعلم الضال ينحرف الشاب بسببه والمعلم المستقيم يستقيم على يديه الطلبة والشباب فالمعلم له دور كبير فلا نتساهل في هذه الأمور
الأمر الثامن مما يدل على أهمية هذا الموضوع :أن الذين لا يؤخذ منهم العلم لأهل الأهواء والبدع وغيرهم يحذرون من العلماء الذين يجب أخذ العلم منهم بالباطل ويصفونهم بأوصاف شنيعة ويصفون أهل الأهواء والبدع بأوصاف جميلة مع دفاعهم عنهم فهم يتكلمون بالباطل، ألا نتكلم بالحق، قال الشيخ العلامة أحمد ابن يحيى النجمي حفظه الله تعالى كما أن الحزبيين يحذرون من أهل السنة فكذلك أهل السنة ينبغي لهم أن يحذروا من الحزبيين ويحذروا منهم. وأضرب لكم مثالا على تحذير الحزبيين من العلماء السلفيين وهذا المثال موجود في مجلة تدعى بمجلة الفتيان العدد الرابع والخمسين سنة 1424 يقول كاتبه محمد العوضي كنت بين المغرب والعشاء في زيارة للأستاذ المفكر الإسلامي محمد قطب وكونه إلى آخره قال سألته يا أستاذ من وجوه النظر التربوية ما رأيك في منهجية وإرشادات الداعية عمرو خالد فقال إنه يملك موهبة فذة وظفها في خدمة دينه ـ هذا محمد قطب ـ قلت له بعض الناس يرى انه ليس عالما ومن ثم لا يجوز أن يأخذ هذا الحجم من الانتشار فقال محمد قطب كثير من العلماء عبارة عن خزانة معلومات مغلقة أو نسخة من مكتبة وهذا الداعية لم يقل أنه فقيه إلى آخر الترهات فانظروا رحمكم الله كيف صور العلماء السلفيين الماشين والسائرين على منهاج النبوة الوارثين لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الدعوة والتعليم والإرشاد والدلالة إلى الخير، صورهم بأنهم خزانة مغلقة وصور رجلا ليس من أهل العلم ولم يثني ركبته في طلب العلم بل تكلم العلماء عنه وحذروا وأنه رجل ورجل فهذا مثال واضح على تحذير أهل الأهواء والبدع من أهل السنة وعلى مدحهم لأهل الأهواء والبدع وإلا فمثل عمرو خالد قد حذر منه جماعة من أهل العلم باعتبار أمور:
الأمر الأول: أنه لم يعرف بطلب العلم.
يتبع... | |
|