بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
لما اطلعت على الشبكة الإلكترونية الموسومة زعما بالباطل (شبكة الأثري ) رأيت فيها أثرا من آثار مذهب الخوارج القديم وهو الوقاحة مع أهل العلم وتجريحهم وذمهم من غير خشية لعذاب الله الأليم ومنهم من لايستحي أو يأنف أن ينسب نفسه للعوام فلقب نفسه ذلك المجهول الجهول (بالعامي ) ولوادعى أنه تصحيف فهو كذلك بلاتحريف ولو كان مايزعم صحيح وهم كلهم على شاكلته تجمعهم نسبة واحدة في التحريف والبهتان من غير خوف من مراقبة الملك الديان ومن يبهتون وعلى من يتجرئون إنهم العلماء ورثة الأنبياء ومن من العلماء أهل الحديث ومن من أهل الحديث من حملة لواء التوثيق والتجريح بنص عن كبيرهم رحمه الله ممن عاصروه وعاصرهم علامة الشام مجدد علم الحديث في عصرنا بلامباري ولامنازع وسل عن ذلك قلم الإمام بن باز ماخطه في الثناء على ذلك العالم من امتياز وكل من عاصرناه في عصرنا ممن يتكلم في الطرق والتخريج عيال عليه ناصر السنة الألباني رفع الله منزلته وقدره في عليين آمين لما جرى قلمه في خدمة الحديث وبيان صحيحه من سقيمه ومن وثقه أهل العلم مثله فلاتنزل عن علو الكعب وشرف العلم مرتبته إلا بتجريح مفسر بين من مثله ليس العوام والذين قيل في وصفهم أنهم هوام أمثالهم فتزكية المجهول الناقص وجرحه غير مقبولة بإتفاق بل قيل إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي شهادة لي بأني كامل وأحسن من ذلك قول رسولنا صلى الله عليه وسلم إذا لم تستح فاصنع ماشئت 0 وكما قال الذهبي لايتكلم في الرجال إلا تام العلم والورع فإن سفهاء تلك الشبكة المضلة وصبيانها وبلهائها لا العلم جمعوا ولا بالورع والأخلاق اتصفوا
بل على العلماء من أهل الأثر تجرأوا ومن لحومهم الشريفة أكلوا
فضلوا وأضلوا قال ابن عساكر أو غيره لحوم العلماء مسمومة وعادة الله فيمن انتقصهم معلومة
وكما قال ابن بطة العكبري
: الناس في زماننا هذا أسراب كالطير يتبع بعضهم بعضا فلو ظهر لهم من يدعي النبوة أو الربوبية لوجد لذلك أتباعا وأشياعا 0
فقدح فالح كما هو معلوم في العلامة ابن عثيمين فقال لايدري مايخرج من عقله ومجدد العصر في الحديث العلامة الألباني فقال مرجيء مع ثناء العلامة الفوزان عليه فقد أدرجه تحت لواءأهل السنة والجماعة أهل الحديث وقد قال العلامة ابن عثيمين عنه فقيه محدث وحامل لواء الجرح والتعديل كما ذكر ذلك المجدد الشيخ ربيع ينهش كالكلب عياذا بالله وغيرهم بلاحلم ولاأناة فوجد أسرابا بلهاء من الطيور المهاجرة التاءهة إلى مقتلها فإنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور فإ نه سبحانه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور0ولا يرضى سبحانه بإهانة أولياءه فإنه إذا لم يكن أهل الحديث أولياء الله فلايدرى من هم كما قال أئمة هذا الشأن
وفي الحديث من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب وليست الحرب لأول وهلة ثم تظهر ثمرتها بل من أعظم هزيمة محارب أولياءه أن يعاقب بالإستدراج وموت القلب وانقلاب الحق باطلا عنده والباطل حقا كما روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة ابن اليمان أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعرض الفتن على القلوب عودا عودا فأيما قلب أنكرها نكتت في قلبه نكتة بيضاء وأيما قلب أشربها نكتت في قلبه نكتة سوداء حتى تبقى القلوب على قلبين قلب أبيض كالصفا لاتضره فتنة مادامت السموات والأرض وقلب أسود مرباد ا كالكوز مجخيا لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ماأشرب من هواه 0
فلا عقوبة ينزلها الله على من حارب أولياءه نصرة الحق الرادين على أهل البدع والأهواء المضلة بضوابط شرعية لابدعية من موت القلب واستدراجه إلى مافيه هلكته وتغيب الحق عنه لايعرف معروفا ولاينكر منكرا إلا ماأشرب من هواه
وما ذا عليه (الشيخ فالح الحربي) لو أطاع أستاذه وترك الكلام في الرجال بلاحق فكما أنه ليس كل كافر يجوز قتله كالمعاهد واغتياله وقت الضعف لرجوح المفسدة فكذلك ليس كل صاحب بدعة جائز تبديعه بلا حق والحق في تبديعه وتسميته والتنفير عنه بأشد الكلام أن تتبع طريقة السلف الصالح وعلى رأسهم الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين كأبي بكر وعمر
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : في مسألة تأديب عمر رضي الله عنه لصبيغ وذلك أنه أمر بهجره وسماه وهذا هو التبديع المعروف عند السلف كما قال الإمام أحمد لاتجالسوا الحارث إنه مبتدع حتى بعد توبته أمر رضي الله عنه بالحذر منه سنة
ولم يفعل ذلك علي رضي الله عنه مع ابن الكوا بالرغم من أنه أظهر ماأظهره صبيغ و ليس لأنه يتبع منهجا سياسيا يشبه الإخوان المسلمين أو أنه مميع كما ذكر ذلك الخاسر هدانا الله وإياه عن فضيلة الشيخ ربيع وإنما منهجا على وفق السياسة الشرعية المربوطة بالحكمة في الدعوة إلى الله والتي هي أصل من أصول أهل السنة قال تعالى ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فمن انتهج منهجا يخالف فيه السلف وعلى رأسهم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم الخلفاء الراشدين فهو إما أن يكون أهدى ملة منهم أو مفتتح باب ضلالة وأي باب عظيم من أبواب الشر يفتح على مصرعيه يدخل فيه جميع الطوائف الضالة المضلة من جهمية وقدرية وخوارج ورافضية أشر من هذا 000 إذ أن القدح في أهل الحديث ونقلته حماة الشريعة يفك أسر هؤلاء إذ أن تجريحهم وتبديعهم وترك الإعتذار لهم وحسن الظن بهم يورث ترك الأخذ بردودهم على أهل الأهواء المضلة وبيانهم للعلم النافع المورث للعمل الصالح فالتنقص بهم وثلمهم وشتيمتهم تؤدي إلى طرح الحق الذي يحملونه والإعراض عنه وإنه يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله 0
وكما قيل ماأهلك الناس إلا نصف عالم وقيل أيضا لو سكت أهل الجهل لقل الخلاف في الدين
ولا أطيل فأقول قال شيخ الإسلام في قصة عمر مع صبيغ وعلي مع ابن الكوا :
أن صبيغاً سأل عمر عن [الذاريات] وليست من الصفات،وقد تكلم الصحابة في تفسيرها مثل علي بن أبي طالب مع ابن الكواء لما سأله عنها كره سؤاله لما رآه من قصده، لكن علي كانت رعيته ملتوية عليه لم يكن مطاعا فيهم طاعة عمر حتى يؤدبه000إنتهى
وكان ينبغي أن لايتكلم كما قال الذهبي في الرجال إلا تام العلم وتام الورع
فإن الكلام في الرجال بلا علم ولا تقدير للمصالح والمفاسد خبط وسبيل للتفرق والتطاحن المورث للبغضاء والشحناء المحدثة في الإسلام
ولقد سألت الشيخ ربيع والذ يعدله العلامة الألباني بقوله حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر وهومؤتمن نحسبه كذلك والله حسيبه لانزكي على الله أحد ولا يضره تجريح المجهولين فتزكيتهم غير مقبولة بإتفاق فكيف بتجرحهم وليس للعلامة الألباني في تعديله مخالف يضاهيه بجرح مفسر بيبين واضح
سألته عن فالح الحربي وقد جرحه جرحا مفسرا من قبل وقال لي لاهو بتام العلم ولا تام الورع فأقول إذا كان ذلك كذلك فليكن له في ذلك طاعة لأن أهل العلم لهم طاعة في الحكم على الرجال كما أن لهم طاعة في الأحكام قال تعالى فسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون وقال وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم وفسر بعضهم ولاة الأمر بالعلماء فلهم طاعة في مسائل الشريعة وخاصة إذا أثني عليه في ذلك العلم بخاصة كما قال الشيخ العلامة الألباني الشيخ ربيع حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر وقد قال تعالى فسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون 0
فينبغي بعد هذا أن تكف تلك الشرذمة الباغية ألسنتهم عن أهل العلم وحملة ألويته وأن يشتغلوا بطلب العلم حتى يعرفوا لأهل الفضل فضلهم وكما قيل لايعرف لأهل الفضل فضلهم إلا أهل الفضل
وياخسارة ماتعلمتموه يامعشر الأثري من علم نافع من العلامة الشيخ ربيع
وأقول هنا في ذلك كما يقال كمعلق در على خنزير فلا جرم أن أقول أن مذهب هؤلاء كمذهب الخوارج في الوقاحة مع أهل العلم والحديث وقد تواقح أسلافهم من قبل وقلوا حيائهم مع حبر الأمة عبدالله بن عباس وعلي بن أبي طالب
أما ابن عباس فلما رأوه قالوا لاتناظروه إنه من قريش إنهم قوم خصمون
وأما علي فماذكره بن حجر في الفتح أنه بينما يخطب قاطعوا وتصايحوا من بقعات مختلفة في المسجد إن الحكم إلا لله ياعلي
وهاه مذهبهم في الوقاحة مع رجال العلم وحملته تحييه هذه الشرذمة الباغية الكاذبة الخاطئة مع مشائخ الإسلام في عصرنا فليخافوا من يوم التاد يوم دعاء الزبانية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ ثكلتك أمك يامعاذ وهل يكب النا س في النار إلا حصائد ألسنتهم
وحول شدة الشيخ ربيع على فالح فهل هو سلفي في ذلك ام خلفي
فإنكم قد سلمتم زمام التجريح والشدة فيه لفالح الحربي وليس لكم وزن في العلم والورع واطمئننتم لشدته مع المخالفين ولو كانوا من أهل الحديث النجباء والذين يصد ق فيهم قول الذهبي في السير وإنا لوبدعنا العالم يعني من أهل الحديث بالبدعة والبدعتين لبدعنا أناس مثل ابن مندة أي أن العالم كما قال بن تيمية من السلف قد ينطق بالبدعة لحديث ضعيف يظنه صحيح ولإجتهاد مرجوح يظنه راجحا ولا يقال إنه مبتدع إذا عرف أنه من أهل التوحيد والسنة والرد على أهل الأهواء المضلة (راجع معارج الوصول )
فلماذا تخاصمون في شدة الشيخ ربيع وقد ناصحه عدة مرات على أزمنة ليست بالقصيرة وهو يدافع عنه ويتأول له حتى ترجح عند الشيخ بعد ماتفسر جرحه ووضح أمره وطال نصحه أن بقاء ذلك مفسدته أرجح فتركه فذمه ونفر عنه حتى لايتبع في منهجه الباطل في التجريح من جهة عدم وجود شاهد له من أهل العلم أنه من أهل التعديل والتجريح ومن جهة تخبطه في التجريح من غير منهج قويم صحيح كما تقدم من عمل الخلفاء الراشدين في قصة صبيغ وابن الكوا
وإليكم تجريح بعض الصحابة بكلمة شديدة منفرة (خبيث ) روى مسلم في صحيحه
صحيح مسلم ج2/ص591
عن كعب بن عجرة قال دخل المسجد وعبد الرحمن بن أم الحكم يخطب قاعدا فقال انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا وقال الله تعالى وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما 0
فالشدة على المخالف مسألة يقدرها أهل العلم وليس الصبيان أمثالكم
فإن تجريح المجاهيل أمثالكم لايقبل بإتفاق وإنه من السهل أن يكون وراء العشرين مجهولا مجهول واحد يعدد الكنى منهجا سياسيا إخوانيا لكسب الرأي العام عياذا بالله ولقد عدله إمام مجدد في هذا العصر في الحديث كما ذكر العلامة ابن باز ناصر السنة الألباني وكل عصر له عالمه ومحدثه 0فلايحل إنتقاد نظر العالم في التجريح وألفاظه إذا كان من أهل العلم والنظر في الرجال وقد بين وفسر جرحه بلا علم إلا ممن يعتبر قوله وعلمه في العلم والرجال فإنه لايتكلم في الرجال المجاهيل ولا أنصاف العلماء بل كما قال الذهبي تام العلم وتام الورع 0
وصبرا نقولها لحامل اللواء في هذا العصر فقد قيل في الرسول صلى الله عليه وسلم ساحر وكذاب وكاهن فماضر الكلام إلا قائله وكما قيل إذا لم تستح فاصنع ماشئت 0 وإنه والله لايضر السحاب نبح الكلاب
وسر على طريقة سلفك الصالح غير عابيء بهلاء الأرذال فإن القافلة تسير والكلاب تنبح فلاتقف لنباحها وتلتفت لعويلها 0
والله يحفظكم ويرعاكم
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
maher.alqahtany@gmail.com