سائلة تقول : ما حكم استعمال الكريمات لتقشير البشرة من أجل الزينة ، وما هي نصيحتكم للنساء اللاتي اشتغلن كثيراً بالعناية بالجمال وإنفاق الأموال الطائلة من أجل هذا ؟
نص الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعد :
فالذي أختاره للنساء أن ترضى بما حباها الله من لون البشرة وجمال الشخصية وتتجمل باللباس وأسورة الذهب والفضة التي أباحها الله للنساء إذ قال وقوله الحق ( أومن ينشؤ في الحلية وهو في الخصام غير مبين ) .
كما أبيح للنساء اللباس الفاخر ولو كان من الحرير بالإضافة إلى الاكتحال ومشط الرؤوس وتظفيرها على طريقة العرب لا على طريقة نساء الأفرنج ومن تشبه بهنّ اللاتي جاء وصفهنّ في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات ، مميلات مائلات ، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها ، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا " وتضرب صفحاً عن مزاولة تغيير البشرة بالكريمات ذات الألوان المختلفة فتريح نفسها وتوفر وقتها وتحفظ مالها هذا الذي أراه خيراً لها .
غير أن من صمّمتْ من النساء على استعمال الكريمات لتغيير البشرة من سمراء إلى بيضاء فقد يكون مباحاً بشروط :
الشرط الأول : أن لا تستعمله لتتزيّن به للخطّاب لأن فعله من أجل ذلك فيه تدليس وغرر عندما تكون سمراء البشرة فتحولها إلى بيضاء فيراها الخاطب فيظن أن هذه خلقتها الطبيعية ، وهذا من العيوب التي قد يُفسخ بها النكاح . بخلاف من كانت متزوجة ورغبت في استعمال الكريمات المذكورة لتتحول من سمراء إلى بيضاء فلا أرى حرجاً عليها في ذلك بشرط أن لا يحجب البشرة بحيث يكون له جرم يمنع وصول الماء إلى البشرة عند الاغتسال والوضوء .
وخير لهذا النوع أيضاً من النساء أن يرضين بما حباهنّ الله من جمال كما أسلفت وعليهن بالعناية بجمال الباطن بالإيمان بالله وما فرضه وأوجبه وما حرّمه ونهى عنه وبحسن الخلق الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : " البر حسن الخلق"
الشرط الثاني : أن لا يكون من مادة محرّمة .
الشرط الثالث : أن لا يكون تبذيراً بالمال وإسرافاً .
هذا ما ظهر لي في هذه المسألة وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .