الورغني الأثري
عدد الرسائل : 1 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 17/07/2009
| موضوع: التبيان أن السلفيين و التكفيريين ضدّان لا يجتمعان الجمعة يوليو 17, 2009 2:06 pm | |
| التبيان أن السلفيين و التكفيريين ضدّان لا يجتمعان .
الحمد لله له الحمد في السموات حمداً يليق بجلال الله وعظمته وجبروته وسلطانه، وله الحمد في الأرض حمداً يوافي نعمَه ويكافئ مزيدَه، ولله الحمد ملء السموات والأرض وما بينهما وما شاء من شيء بعد، نحمدك اللهمَّ حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأنت أهل الحمد، لا إله إلا أنت، نحمدك حمدَ الشاكرين، ونستغفرك استغفارَ المسرفين، ونلجَأ إليك لجوءَ المضطرين، مدَدنا أيديَنا برحمتك إلى رحمتك، وبفضلك تطلَّعت القلوبُ إلى فضلك، وسعت رحمتُك كلّ شيء، أنت رحمن الدنيا والآخرة، فهب لنا رحمةً من عندك تهدي بها قلوبَنا، وتصلح شأنَنا، وتحسن لنا بها العاقبة، اللهم نشكو إليك ضعفَ الحال وقلةَ الحيلة، وكثرةَ الذنوب وضعفَ الوسيلة، ولا رجاء لنا إلا في رحمتك، ولا طمعَ إلا في عفوك، نرجو رحمتك ونخشى عذابك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أكمل لنا الدينَ وأتمَّ علينا النعمة، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بلَّغ الرسالةَ وأدى الأمانةَ ونصحَ للأمة، وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه خيارِ هذه الأمة.
الحمدُ للهِ الذي بنعمتِهِ تتمّ الصّالحات و تربو الحسنات و ينتشرُ الخيرُ و يضمحلّ الشرّ و يزهق الباطل و تعلو راية الحقّ و تنتكس الباطلة .الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له .
إخوتِي لَكم تناءت الأيّام و اضطربت الأقحام بين سبُلِ الشرّ و سبيل الحقِّ السّلامِ فازدحَمَ الأعداء و تنافرَ الأخلاّء و تشابه الضدّان و تمايزَ القِرنان و تعاطف المتوحّشان و تنابذ المؤتلفان في زمنٍ خدّاعٍ مصداقا لقول الصّادِقِ المصدوق '' إن أمام الدجال سنين خداعة ، يكذب فيها الصادق ، ويصدق فيها الكاذب ، ويخون فيها الأمين ، ويؤتمن فيها الخائن ، ويتكلم فيها الرويبضة " . قيل : وما الرويبضة؟ قال : " الفويسق يتكلم في أمر العامة " انهـ و رَوى الإمام مسلم في مقدّمة صحيحه بسنده قال رسولُ الله صلّ اللهُم عليه و سلّم [ يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم ] .
وقد ابتلينا في زماننا هذا بأمر جلل عظيم خطير تشابهت فيه الأسماء و الأزياء و اختلطت فيه الأشباه ابتلينا بقومِ سوء و فساد رأيٍ و انبعاث سوءٍ أهل التفجير و التكفير و التدمير أبناء ذي الخويصرة حفدة قتلة عثمان رضيَ الله عنه خوارج مرقة استحلّوا دماء المسلمين و هتكوا أعراض المؤمنات و قتلوا الصغير و يتّموا الرضيع و رمّلوا الصّالحات المؤمنات ظلما و عدوانا انعبثوا في فترة من الأيّام رفعوا راية ليست لهُم قالوا نحن سنّة قلنا كذبتُم قالوا نحن سلفية قلنا سلفكُم حرقوص بن زهير و عبد الله بن وهب و حمزة بن سنان و بن ذي الخويصرة التميمي و شريح بن أوفَى و سلفنا أبو بكر و عمر و عثمان و عليّ و الحسن و معاوية و الزبير و طلحة و خالد و ابو عبيدة رضوان الله عليهم فشتّان بين مشرق و مغرّب .
و لعلّي أجمعُ في هذا الموضوع نقاط الاختلاف بين منهجِ السلف و منهج الخوارج ماضيا و حاضرا سائلا الله التوفيق في القول و العمل .
أوّلا النشأة :
لا ريْب كون نشأة السلفية كانت في غارِ حراء يومَ نزلَ الوحي بهِ جبريلُ الأمين على قلب الرّسول الأمين صلّ اللهم عليه وسلّم فالسلفية هي الإسلام هي التوحيد دعوة الأنبياء و لا ريبَ كون زمنِ البعثة هو زمن نشأة دعوة الاسلام و السلفية فما فرّق بين الإسلام و السلفية إلا ضالّ او تائه , السلفية هي الإسلام بثوبه الزّاهي القشيم غضّا طريّا رطبا عذبا زلالا صافيّا نقيّا لا دخلَ فيهِ و لا دخنَ و لا جرَمَ أن نقولَ كون السلفية ازدهرت و نمت و ظهرت و عُرفت تطبيقا عمليّا في أرض الواقع في الأزمنة الخيرية التلاثة القرون الأولى زمن البعتة و الصحابة و زمن تابعيهم و زمن تابعي التابعين ثم تداولت بها الأيّام ازدهارا و اضمحلالا تنتشر في صقعٍ و تخبو في غيرهِ و ما فتئ المتبّعون لهذا المنهج الحق يستقون الفهم الصحيح من أقوال أهل الزمان الأوّل القرون المفضلة عملا بقول النبيء الأمين '' [ قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وعليكم بالطاعة وإن عبدا حبشيا فإنما المؤمن كالجمل الأنف ؛ حيثما قيد انقاد ] و قولِهِ [ خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ، ويمينه شهادته ] و قولِهِ [ ستفترق أمتي ثلاثاً وسبعين فرقة، كلهم في النار إلاّ فرقة واحدة"، فقيل له: من هم يا رسول الله؟ فقال: "هو من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي" .
أمّا الخوارِجُ فنشأتُهُم بين التقتيل و التذبيح لأهل الخير من الصحابة و التابعين و لعلّ أصحّ الأقوال أن مبدأ ظهورهِم كان زمن البعثة بين يدي رسولِ الله صل اللهُم عله وسلّم فحذّر منهُم و أبان زللَهُم و انحرافَهُم كما أخرج الإمام مسلم بن الحجّاج في صحيحه عن جابر بن عبد الله ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ قال : " [أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ ء صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ء بِالْجِعْرَانَةِ مُنْصَرَفَهُ مِنْ حُنَيْنٍ وَفِي ثَوْبِ بِلالٍ فِضَّةٌ وَرَسُولُ اللَّهِ يَقْبِضُ مِنْهَا يُعْطِي النَّاسَ فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ اعْدِلْ. قَالَ : وَيْلَكَ وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ ؟ لَقَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلُ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : دَعْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَقْتُلُ هَذَا الْمُنَافِقَ، فَقَالَ : مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ يَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ "] و كان ذلك قبل وفاتِهِ صلوات الله و سلامه عليه بثلاث سنينَ ..
فكيفَ نشأت هذه الفرقة و كيف تطوّرت ؟...
يليه التكملة ان شاء الله
| |
|
أبو عبد الرحيم التونسي المدير
عدد الرسائل : 127 الموقع : https://tuni3ilm.yoo7.com تاريخ التسجيل : 18/10/2008
| موضوع: رد: التبيان أن السلفيين و التكفيريين ضدّان لا يجتمعان السبت يوليو 25, 2009 1:03 pm | |
| بارك الله فيك أخي الورغني.
ملاحظة : الموضوع يلائم أكثر هذا القسم من المنتدى.
| |
|