بسم الله الرحمن
الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه .
أما
بعد:
فمن طباع البشر ولا سيما الإعلاميين الاهتمام بالأحداث وكثرة الحديث
عنها وعن ظواهرها وأعراضها وقليل منهم من ينظر إلى أسبابها وخوافيها.
وكثر
الحديث في شتى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والصحف والقنوات الفضائية وشبكات
المعلومات العنكبوتية – الإنترنت- عن أحداث أفغانستان والعراق وعن حوادث التفجير في
بلاد المسلمين وغيرها.
وأكثر الناس يربط هذه الأعمال بالقاعدة التي يتزعمها
أسامة بن لادن ومن شايعه فحسب.
ولقد جعل الأغمار من هؤلاء أبطالاً إسلاميين
مجاهدين وإن كانوا من أشد الناس فراراً من الحرب وأكثرهم تدسساً في الكهوف
والغيران، أو عيشاً في بلاد الكفر للتأليب على المسلمين والسعي في سفك
دمائهم.
وإن كانت مساعيهم لا تحقق إلا إذلال المسلمين وإسقاط دولهم ولا تحقق
إلا فرصاً لأعداء الإسلام وانتصارات سهلة لهم .
ولا ندري ما هي مقاييس
البطولة عند هؤلاء المساكين أهو السعي في تسليم شباب المسلمين للأعداء يذبحونهم مثل
الدجاج ويتصيدونهم ويأسرونهم كالحمام.
مع أن هؤلاء الشباب المدفوعين لا
يملكون دفعاً عن أنفسهم فضلاً عن أن يمتلكوا أشياء من وسائل النصر والظفر بالأعداء
وما أشد حرص أعداء الإسلام على مثل هذه الحروب الفاشلة.
هذا الصنف الغريب
يدفع هؤلاء الشباب إلى إدخال المسلمين في دوامات من التفجيرات والتهديد بها بل
بالإكثار منها(1).
فما يسع المسلمين إلا الفزع إلى كثرة الحديث عنها ما بين
مؤيد وكاره وعند هذا الحد ينتهي الكثير منهم وأقل القليل من يشير إلى أصل هذا
البلاء .
والحقيقة المرة أن أعمال أسامة ومن شايعه على فظاعتها ما هي إلا
ثمرة لفكر ومنهج تحمله مؤلفات حظيت بكل وسائل الدعاية والترويج والطبع والنشر بشتى
اللغات .
شحنت بها المكتبات وتسللت محتوياتها إلى كثير من المدارس والجامعات
وشحنت بها عقول كثير من الشباب في العالم حتى وصلت إلى الغابات والأدغال ألا وهي
كتب ومنهج سيد قطب.
إن هذا السيل الجارف لم يلق من الإعلام في بلاد المسلمين
ولم يلق من كثير من المعلمين والمربين إلا المدح والإشادة والترويج ومن حاول إيقاف
مده واكتساحه قوبل بالحرب الضروس والدعاية والإعلام المشوه له ولجهوده القائمة على
الشعور بالمسئولية أمام الله وعلى الشعور بواجب الأمانة والنصيحة للإسلام والمسلمين
عامتهم وخاصتهم، فتحاصر هذه الجهود، وتقام في وجهها السدود، ويحال بين وصولها إلى
أيدي الأمة، بشتى الوسائل الأثيمة، من الأكاذيب والتشويهات مع التمجيد والإطراء
الفائق لتلك الكتب التي تحمل في طياتها المنايا والبلايا(2).
لقد قمت أنا
العبد الضعيف بكشف كل أو جل ما تحمله كتب سيد قطب التي هي المنابع الأصيلة للفتن
والإرهاب والدمار في بلاد الإسلام بل وغيرها لأنها حوت ألوانا من تدمير الأسس
والعقائد والمناهج الإسلامية.
حوت فكر الروافض الذي أهان به سيد قطب أصحاب
رسول الله r :
1-كما في كتاب "العدالة
الاجتماعية".
2- وكتاب "كتب وشخصيات".
إلى جانب ما حواه الكتابان من
ضلالات عقائدية تهدم الإسلام والمجتمعات الإسلامية .
3- وكما في كتاب
"التصوير الفني"، الذي فيه سخرية بنبي الله موسى وأصول فاسدة تعطل صفات الله
.
وأصول فاسدة أخرى تحول نصوص القرآن إلى مسرحيات بحلقاتها وتمثيليات
وموسيقى بفنونها المختلفة .
ومع ذلك لا يقابل هذا الكتاب الذي حوى هذه
الموبقات التي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الإسلام لا يقابل إلا بالاحترام والتقديس
طوال عقود من السنين وتقوم عليه الدراسات الجامعية التي لا تزيد أفكاره المهلكة إلا
تعظيماً وتهويلا حتى قام هذا العبد الضعيف بنقده وكشف خباياه وبلاياه .
4-
وكتاب "مشاهد القيامة في القرآن" وهو صنو " التصوير الفني" في كثير من القضايا ولم
ينتقده إلا الأستاذ أحمد محمد جمال فيما أعلم.
5- وكتاب "في ظلال القرآن"
الذي شحنه سيد قطب بتكفير المجتمعات الإسلامية وحتى إنه ليكفر من يعلن بالأذان على
المنارات حتى يكفر بالجزئية مهما دقت.
كما ضمنه كثيراً من العقائد الباطلة
كالقول بالحلول ووحدة الوجود والجبر وكتعطيل صفات الله عز وجل وكالقول بأزلية الروح
والدندنة حول إنكار معجزات رسول الله r
.
وكتحريف كلمة لا إله إلا الله متبعاً تحريفات المتكلمين ومخترعاً لها
تفسيراً سياسياً يناسب منهجه السياسي التكفيري إلى تحميل نصوصه بالموسيقى وما
شاكلها مما حواه كتاب التصوير الفني .
6- وكتاب "السلام العالمي"، الذي ميع
فيه الإسلام إرضاء وتملقاً لساسة الغرب ومستشرقيه.
7- وكتاب "دراسات
إسلامية".
8- وكتاب "معالم في الطريق"، الذي ملأه بالتكفير والشحن لشباب
الأمة.
9- وكتاب "مشكلات الحضارة".
10- وكتاب " معركة الإسلام
والرأسمالية".
وفيها من الضلال ما الله به عليم .