السنة الدعاء بظهر الكفين عند البلاء

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه أجمعين

عن أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلي الله عليه وسلم (أستسقي فأشار بظهر كفيه إلي السماء )أخرجه مسلم
(قال
:الأمير الصنعاني رحمه الله :في سبل السلام شرح بلوغ المرام ج2 فيه دلالة
أنه إذا أريد بالدعاء رفع البلاء فإنه يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلي
السماء وإذا دعا بسؤال شئ وتحصيله جعل بطن كفيه إلي السماء وقد ورد صريحا
في حديث
خلاد بن السائب عن ابيه (أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا سئل جعل بطن كفيه إلي السماء وإذا استعاذ جعل ظهرهما اليها ) سوف يأتي بيان درجة صحته
وإن
كان قد ورد من حديث ابن عباس رضي الله عنه(سلوا الله ببطون أكفكم
ولاتسألوه بظهورها)وإن كان ضعيفا فالجمع بينهما أن حديث ابن عباس يختص بما
إذا كان السؤال بحصول شئ لالدفع بلاء وقد فسر قوله تعالي (ويدعوننا رغبا
ورهبا )أن الرغب بالبطون والرهب بالظهور ) انتهي كلام الأمير رحمه الله

قال الشوكاني رحمه الله في (فتح القدير) تفسير سورة الأنبياء
(يدعوننا رغبا ورهبا )
وقيل الرغبه رفع بطون الأكف إلي السماء والرهبة رفع ظهورهما ) انتهي كلامه

قال الشيخ الشوكاني رحمه الله في نيل الأوطار تحت حديث أنس بن مالك رضي الله عنه
(كان النبي صلي الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شئ من دعائه إلا في الأستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتي يري بياض إبطيه )متفق عليه ولمسلم

(أن النبي صلي الله عليه وسلم استسقي فأشار بظهر كفه إلي السماء )

(قوله
: فأشار بظهر كفه إلي السماء قال في الفتح قال العلماء السنة في كل دعاء
لرفع البلاء أن يرفع يديه جاعلا ظهر كفيه إلي السماء وإذا دعاء بحصول شئ
أو تحصيله أن يجعل بطن كفيه إلي السماء . وكذا قال النووي في شرح مسلم
حاكيا كذلك عن جماعة من العلماء (وقيل الحكمة)في الأشارة بظهر الكفين في
الأستسقاء دون غيره التفاؤل بتقلب الحال كما قيل في تحويل الرداء وقد أخرج
أحمد من حديث السائب بن خلاد عن أبيه (أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا سأل جعل باطن كفيه إليه وإذا استعاذ جعل ظهرهما إليه
) في إسناده بن ليهيعة وفيه مقال مشهور) انتهي كلامه قال الشيخ الألباني
رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم (4199) ضعيف بتمامه

وسئل الشيخ أبا بطين عن الدعاء بظهور اليدين ؟

فأجاب
رحمه الله وأما الدعاء بظهور اليدين فهو جائز ويكون قد ترك سنة لأنه ثبت
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :قال :رسول الله صلي الله عليه وسلم (إذا
دعوت فادع بباطن كفبك ولا تدع بظهورها فإذا فرغت فامسح بها وجهك )رواه أبو
داود وابن ماجه أنتهي كلامه رحمه الله من الدرر السنية
ضعفه
الشيخ الألباني رحمه الله في سنن بن ماجه وأما الصحيح الذي في السلسلة
الصحيحة رقم 595 عن ابن عباس دون زيادة (فإذا فرغت فامسح بها وجهك )أخرجه
ابو داود 1486 وكذا البخاري
وقال الشيخ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الضعيفة ص 214
(....فإذا
صح هذا الإسناد فإني أظن أن في الحديث اختصارا بينته رواية الحسن بن موسي
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت بلفظ (أن النبي صلي الله عليه وسلم استسقي
فأشار بظهر كفيه إلي السماء ) أخرجه مسلم (3/24) فبينت هذه الرواية أن ذلك
كان في الأستسقاء وليس في الأستعاذه ولافي كل دعاء وقد قالوا كمافي
المرقاة(2/284)(فعل هذا تفاؤلا بتقلب الحال ظهرا لبطن وذلك نحوه صنيعه في
تحويل الرداء )أنتهي كلامه ثم ساق كلام الأمام النووي السابق الذكر
قال الشيخ البسام رحمه الله في (توضيح الأحكام شرح بلوغ المرام ) تحت حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : أن النبي صلي الله عليه وسلم (أستسقي فأشار بظهر كفيه إلي السماء )أخرجه مسلم
3- المبالغة برفع اليدين حتي تنحرف اليدين بحيث يكون ظهور الكفين نحو السماء ثم قال:
5-
فهم بعض العلماء من هذا الحديث أن الدعاء لرفع ضرر يكون بظهر الكف فقد قال
النووي قال جماعة من أصحابنا وغيرهم السنة في الدعاء لرفع البلاء كا القحط
ونحوه أن يرفع يديه ويجعل ظهر كفيه إلي السماء وإذا دعا لسؤال شئ وتحصيله
جعل بطن كفيه إلي السماء واحتجوا بهذا الحديث انتهي كلامه رحمه الله
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في الشرح الممتع ص218 –ج5
(....وينبغي
في هذا الرفع أن يبالغ فيه لأن النبي صلي الله عليه وسلم كان يبالغ فيه
حتي يري بياض أبطيه ولا يري البياض إلا مع الرفع الشديد حتي أنه جاء في
صحيح مسلم أن النبي صلي الله عليه وسلم (جعل ظهورهما نحو السماء )

واختلف العلماء في تأويله .

فقال بعضهم : يجعل ظهورهما نحو السماء
وقال
بعضهم :بل رفعهما رفعا شديدا حتي كان الرائى يرى ظهورهما نحو السماء لأنه
إذا رفع رفعا شديدا صارت ظهورهما نحو السماء وهذا هو الأقرب وهو أختيار
شيخ الأسلام بن تيمية رحمه الله وذلك لأن الرافع يديه عند الدعاء يستجدي
ويطلب ومعلوم أن الطلب إنما يكون بباطن الكف لا بظاهره ) انتهي كلامه رحمه
الله
هذا وصلي الله علي محمد وعلي آله وسلم

» مسح الوجه عند الإنتهاء من الدعاء
» اهل السنة و الجماعة
» في حكم الاحتفال براس السنة الميلادية
» حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية
» معاملة الحكام في ضوء الكتاب و السنة